على الرغم من أن عالم الإنترنت هو مكان رائع تتاح فيه الكثير من الفرص للتعلم والنمو والتواصل، إلا أنه وللأسف مكان يحمل في طياته الكثير من الأضرار التي تصيب مستخدميه، والتي لها أشكال متعددة أبرزها التنمر الإلكتروني والتعرض للمحتوى غير اللائق والاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت (OCSE).
- قد يكون التنمر الإلكتروني أحد أكثر أشكال الضرر على الإنترنت شيوعاً والذي جذب اهتماماً عالمياً، والذي تطور ليصبح موضوعاً رئيسياً ينصبّ عليه تركيز كبير. (اقرأ المزيد عن التنمر الإلكتروني هنا.)
ما هي الأنواع الشائعة للمحتوى غير اللائق وغير المرغوب فيه؟
- المحتوى غير اللائق هو أي نوع من أنواع التواصل أو المحتوى الإلكتروني الذي يُعتبر فاضح ومزعج وغير مناسب.
- من الأمثلة على المحتوى غير اللائق نذكر (على سبيل المثال دون الحصر) ما يلي:
- الدعوة إلى إيذاء النفس (مثل اضطرابات الأكل) أو السلوكيات غير الآمنة
- العنف الحقيقي أو محاكاة العنف والصور المزعجة، بما في ذلك الترويج للتصرفات العدوانية
- التطرف / التعصب العنيف، خطاب الكراهية؛ المحتوى المسيء أو غير الملائم أو الفاضح
- أن تُطرح عليك أسئلة غير لائقة أو شخصية من قِبل شخص لا تعرفه
- أن يُطلب منك إرسال صور حميمية أو القيام بأمور على الإنترنت تجعلك تشعر بعدم الارتياح
- المحتوى الجنسي الصريح
ما هو الاستغلال والإيذاء الجنسي للأطفال عبر الإنترنت (OCSE)؟
-
الاستغلال والإيذاء الجنسي للأطفال عبر الإنترنت (OCSE) عبارة عن أفعال لا يكون فيها الجاني على اتصال جسدي مع الطفل، كما في حالة حيازة أو توزيع أو استهلاك مواد الإيذاء الجنسي للأطفال.
-
وقد يتورط الجناة في هذه الأعمال من خلال غرف الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي والرسائل الفورية والألعاب الإلكترونية، عبر استخدامهم لجميع أنواع الأجهزة (أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة وأجهزة ألعاب الفيديو).
- في بعض الأحيان يكون من الصعب تتبّعهم وغالباً ما يتظاهرون بأنهم أطفال.
- لسوء الحظ، مع زيادة الوقت الذي نقضيه على الإنترنت، هناك احتمال أكبر بأن يتم جرّنا إلى مواقف أو محتوى بعيد عن قيمنا أو الطريقة التي نتعامل بها مع الناس في العالم الحقيقي.
- يمكن أن تسبب هذه المواقف الضيق والارتباك.
- حتى عند مصادفة محتوى غير لائق عن غير قصد، لا تزال هناك بصمة رقمية للمستخدم والتي قد تلوّث سمعته...
- لذلك من المهم تجنب المحتوى غير اللائق وإبلاغ الكبار أو الجهات المعنية عن أي محتوى مسيء أو غير أخلاقي في أقرب وقت ممكن.
التحدي المتمثل في تنظيم النشاط على الإنترنت هو تحدٍ كبير بلا شك. ولكن ما هي الخطوات الصغيرة التي يمكننا اتخاذها لحماية أنفسنا من التعرض للضرر عند استخدام الإنترنت؟
التوعية
-
الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي رفع مستوى الوعي بشأن المحتوى غير اللائق، وسبب خطورته، وأهمية تجنبه، وكيفية التصرف في حال مصادفتنا لمحتوى مسيء أو مزعج. ينطبق ذلك بشكل خاص على الأطفال الصغار الذين لا يعون حجم المخاطر.
-
تشجيع الأطفال على إبلاغ أولياء أمورهم أو شخص بالغ موثوق به فور تعرضهم لمحتوى مزعج على الإنترنت.
- إبرام اتفاق عائلي في المنزل يقوم على أساس قيم المواطنة الرقمية الإيجابية من خلال بذل الجميع قصارى جهدهم للالتزام به.
- تذكر أنه سواء صادفنا محتوى غير لائق عن طريق الخطأ، أو بحثنا عنه عن قصد بدافع الفضول، فستتعرض بصمتنا الرقمية في الحالتين للخطر، لذلك من الضروري أن نكون حذرين خلال استخدامنا للإنترنت.
الإشراف على القاصرين وحمايتهم
-
إظهار الاهتمام بسلوك الأطفال على الإنترنت؛ التواصل معهم وإجراء محادثات مفتوحة حول ما يفعلونه على الإنترنت.
-
يُنصح بأن يستخدم الأطفال الأجهزة الرقمية وهم محاطون بالبالغين وعدم استخدامها أبداً وهم لوحدهم في الغرفة، خاصةً للأطفال الأصغر سناً.
- لا ينصح بانضمام الأطفال لمشاهدة المحتوى الذي يتم بثه مباشرة نظرًا لعدم إمكانية التنبؤ بمحتواه وزيادة فرص التعرض للمحتوى غير اللائق، وزيادة فرص تعرض الأطفال للإيذاء.
- التأكد من أن الأطفال يستخدمون التطبيقات والألعاب والمنصات الرقمية المناسبة لأعمارهم فقط؛ حيث يتجاهل العديد من الأطفال بنود وشروط قنوات التواصل الاجتماعي، ويستخدمونها على الرغم من كونهم أصغر سناً من الحد الأدنى للسن.
الأدوات والتكنولوجيا
- تغيير الإعدادات الافتراضية على محركات البحث والألعاب والتطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي حسب المطلوب. حيث تحتوي معظم المنصات على وضع تقييد المحتوى لفلترة المحتوى غير اللائق.
- التأكد من ضبط إعدادات الرقابة الأبوية حسب المطلوب، وذلك لتتبع استخدام الأطفال للوسائط الرقمية ولحظر المواقع الإلكترونية غير المناسبة.
- استخدام فلاتر الإنترنت وحظر ظهور النوافذ المنبثقة حيث يساعد ذلك في حظر المحتوى غير اللائق. (حاول البحث عن برنامج فلترة محتوى خاص للعوائل)
- قم دائمًا بالإبلاغ عن أي محتوى مزعج أو غير لائق إلى مسؤول الموقع الإلكتروني أو المنصة من خلال خيار "الإبلاغ" عن محتوى، أو إبلاغ السلطات المحلية.
تذكر أن هذه مجرد آليات تساعد على تقليل التعرض للمحتوى غير اللائق. فحتى عندما يتخذ أولياء الأمور والمدارس الاحتياطات اللازمة، يجد المراهقون أحيانًا طرقًا لتجاوز بعض القيود. ولذلك يُعتبر رفع مستوى الوعي وتشجيع تحمُّل المسؤولية والوعي الذاتي بعواقب الضرر عند استخدام الإنترنت أمراً في بالغ الأهمية.
قد نعرض أنفسنا أحيانًا لمحتوىً ضار على الإنترنت عن طريق الخطأ أو حتى عن قصد (ربما بدافع الفضول) . لنتعلم كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف:
إذا تعرضت لمحتوى غير لائق أو أي ضرر آخر عند استخدام الإنترنت:
- أغلق الصفحة على الفور، واضغط على control-alt-delete في حال منع الموقع محاولات إغلاق الصفحة
- تجنب الاستجابة، اترك الموقع أو جلسة الدردشة على الفور
- أبلغ عن جهة الاتصال واحظرها أو أزلها من قائمة الأصدقاء
- قم بتحديث إعدادات الخصوصية وتأكد من ضبط إعدادات جميع التفاصيل الشخصية لتكون "خاصة"
- احتفظ بأي دليل، فقد يفيدك ذلك في تتبع الشخص الذي يقوم بنشر مواد غير مناسبة
إذا كان المستخدم الذي يتعرض لمحتوى غير مناسب أو لضرر عند استخدام الإنترنت طفلاً:
-
الحل الأمثل هو إبلاغ شخص بالغ موثوق أو الجهات المعنية في حال كان هناك أي تهديدات للسلامة (يجب التأكيد على ذلك من قبل البالغين والمربّين كما هو مذكور في قسم التعامل مع التنمر الإلكتروني)
-
ابدأ حواراً هادئاً مع الطفل لفهم ما حدث وما هو شعوره حيال ذلك
-
تجنب تهديد الطفل بأخذ جهازه الرقمي في حال مصادفتك لمحتوى غير لائق
- ذكّر الأطفال بتجنب فتح روابط غريبة نهائياً
من ناحية أخرى، إذا كان طفلنا هو الذي ينشر محتوى غير لائق، فماذا نفعل؟
-
مهما بلغت صعوبة التحدث عن المحتوى غير اللائق مع الطفل، حاول التحدث معه لفهم سبب قيامه بذلك
-
حفّز شعور الطفل بالتعاطف، على سبيل المثال، اسأله، "كيف سيكون شعورك إذا أرسل إليك شخص ما شيئاً يزعجك؟"
- ذكّره بالعواقب والمخاطر المترتبة على نشر المحتوى غير اللائق
- تحقق من إعدادات الرقابة الأبوية، وتأكد من ضبطها حسب المطلوب، بالإضافة إلى تكثيف الإشراف على استخدام الطفل للوسائط الرقمية والتفاعل معه