مواقع التواصل الاجتماعي هي سيف ذو حدين ويمكن أن يكون لها تأثير قوي على جودة حياتنا بشكل عام. فنظراً لزيادة الترابط بين المجتمعات الافتراضية في العالم الرقمي، أصبح السؤال الأساسي الذي ينبغي طرحه هو: كيف يمكننا استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بحكمة مع تحقيق التوازن السليم؟
تتيح شبكات التواصل الاجتماعي والدردشة عبر المنصات الرقمية فرصًا واسعة للتواصل مع الآخرين، واكتساب أصدقاء جدد، والتعبير عن الإبداع، وحتى الحصول على فرص تعليم ووظائف أفضل. إلا أن منصات شبكات التواصل الاجتماعي تشكل أيضًا مخاطر على سلامتنا وجودة حياتنا.
لنتعرف على المزيد حول شبكات التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامنا لها بأمان.
ما هي شبكات التواصل الاجتماعي؟
- شبكات التواصل الاجتماعي هي استخدام المواقع الإلكترونية ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي والدردشة الإلكترونية للبقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء والزملاء والزبائن و/أو العملاء
- يُقدر عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي النشطين بحوالي 3.5 مليار شخص، أي ما يمثل 45% من سكان العالم
- يبلغ معدل انتشار استخدام الإنترنت في دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها حوالي 99%، ويبلغ عدد مستخدمي الإنترنت النشطين 9.5 مليون مستخدم. تخيل أنه يتم قضاء حوالي 3 ساعات يومياً في المتوسط على وسائل التواصل الاجتماعي!
- الأمر الأكثر إثارة للدهشة في بلدنا الذي يتمتع بالدهاء/ بالذكاء التكنولوجي، هو أن حوالي 92% (أو 8.8 مليون) هم مستخدمون نشطون لوسائل التواصل الاجتماعي على الهاتف المحمول
- الإحصاءات التالية ستزيد من دهشتكم. حيث يوجد في دولة الإمارات مستخدمون نشطون
بالأعداد التالية:
- 7.7 مليون في فيسبوك، 7.8 مليون في واتساب، 7.4 مليون في يوتيوب
- 5.0 مليون في إنستغرام، 3.9 مليون في تويتر
الإيجابيات:
- تقدم شبكات التواصل الاجتماعي العديد من الفوائد بما في ذلك مساعدتنا على:
- البقاء على اتصال مع المجتمع
- تعزيز العلاقات، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ضعف المهارات الاجتماعية أو القلق عند التفاعل المباشر مع الناس
- التعبير عن الإبداع
- الحصول على فرص تعليم ووظائف أفضل
- تأسيس شركات جديدة والترويج للشركات القائمة (تطورت منصات التواصل الاجتماعي لتصبح منصات للشركات تمكّنها من فهم العملاء والتواصل معهم.)
باختصار، يمكن أن يكون لمنصات شبكات التواصل الاجتماعي فوائد نفسية واجتماعية، تتراوح بين الدعم العاطفي وبناء المجتمع والتعبير عن الذات وتحسين أنفسنا، بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية التي تقدمها.
السلبيات:
- من ناحية أخرى، فإن شبكات التواصل الاجتماعي، مثلها مثل أي أداة أخرى، لها جانب سلبي عند عدم استخدامها بحكمة أوعند الإفراط في استخدامها، حيث تشمل هذه المخاطر ما يلي:
- "التماس الآراء وردود الفعل" بالتركيز المفرط على "خاصية الإعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي"، فالاعتماد المفرط على "القبول المجتمعي" أمر خطير باعتبار أنه يمنعنا من تطوير هويتنا الذاتية وقدرتنا الداخلية على التأقلم، بغض النظر عن التأثيرات الخارجية، وقد تؤدي هذه الأمور أيضًا إلى انخفاض مستويات ثقتنا بأنفسنا
- المقارنة الاجتماعية المفرطة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يمنعنا هذا الأمر من الشعور بالرضا والتركيز على النِّعم التي بين يدينا، وقد أظهرت الدراسات أن التماس الآراء وردود الفعل والمقارنات الاجتماعية ترتبط بأعراض الاكتئاب
- التصور المشوّه لصورة الجسد:
- على سبيل المثال، الأشخاص الذين يقضون وقتًا أطول على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عرضة، بمقدار 2.2 أضعاف، لخطر المعاناة من مخاوف بشأن صورة الجسد والأكل من غيرهم.
- لاحظ الجراحون التجميليون ظهور اتجاه "تشوّه سناب شات"، حيث يطلب الناس من الأطباء إجراء عمليات تجميل ليُصبحوا أقرب إلى صورتهم المعدلة على تطبيقات الهواتف الذكية مثل سناب شات وإنستغرام.
- الخصوصية والضرر عند استخدام الإنترنت والتنمر الإلكتروني:
- لقاء الغرباء الذين لا يعرفهم الشخص في الحياة الحقيقية، حيث أن هذا الأمر يرتبط بعدم القدرة على التنبؤ واحتمالية التعرض للأذى، حتى وإن بدا لنا أن الغرباء قد أصبحوا أصدقاءنا عبر الإنترنت، فإننا لا نعرف هوية من نتعامل معهم، حيث أنه من السهل تزييف الهوية عبر الإنترنت
- التنمر الإلكتروني – للأسف، نظراً لسهولة إخفاء الهوية في العالم الرقمي، أصبح من السهل إلحاق الأذى بالآخرين عبر الإنترنت وارتكاب أعمال فظيعة مثل التنمر الإلكتروني
- الخصوصية – إذا لم نكن حذرين بشأن الأشخاص الذين نشاركهم تفاصيلنا الشخصية عبر الإنترنت، تصبح خصوصيتنا عرضة للخطر، فقد يكون من المغري أن نشارك جميع جوانب حياتنا مع الجميع للحصول على المزيد من الإعجاب والمشاهدات، لكن هذا الأمر يجعل من السهل أن تتم مطاردتنا على الإنترنت من قبل أشخاص سيئين محتملين لا نعلم بأمرهم
- الاستخدام المفرط والإدمان الرقمي. يمكن أن يترتب على ذلك آثار أخرى:
- كلما زاد الوقت الذي يقضيه الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي، زادت احتمالية مشاكل النوم أو أعراض الاكتئاب
- زيادة احتمالية الإصابة بحالات مثل السمنة والسكري، نظرًا لاتباع أسلوب حياة أقل نشاطًا
- آثار سلبية على التحصيل الأكاديمي ويرتبط ذلك أيضًا بالتشتت والتسويف واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)
- ضعف المهارات الاجتماعية والعاطفية ومهارات التواصل، وخصوصاً عدم التعاطف، بسبب قلة الخبرة في التواصل الشخصي مع الآخرين
- كما تم ربط الاستخدام المفرط للهواتف الذكية أيضًا بالعزلة الاجتماعية، الأمر الذي يبدو مثيراً للسخرية حيث أنه تم تطوير التكنولوجيا بهدف تقريبنا من بعضنا البعض في المقام الأول
أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. كيف يمكننا تبنيها كأداة رقمية إيجابية، واستخدامها بوعي لمنع المخاطر المترتبة عليها؟
التوعية
- وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام تثير المشاعر الإيجابية، فإذا بدأت في إثارة مشاعر سلبية أكثر من الإيجابية، وبدأت في استنزاف طاقتك، فهذه إشارة إلى وجود خلل وقد تحتاج إلى تقليل الوقت الذي تقضيه على شبكات التواصل الاجتماعي
- تذكر ما يعنيه أن تكون مواطنًا رقميًا إيجابيًا، كن شخصاً أصيلاً وعلى طبيعتك، وعِش وفقًا للقيم الإيجابية، واستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض جيدة لتحقيق أقصى استفادة من شبكات التواصل الاجتماعي
- أعرف الحد الأدنى لاستخدام منصة التواصل الاجتماعي قبل مباشرتك في إنشاء حساب خاص بها
- تعرف على مكان أزرار الحظر والإبلاغ للتمكن من استخدامها وقت الحاجة (على سبيل المثال، عندما يقوم شخص ما بنشر شيء سيء أو يُقدِم على التنمر الإلكتروني)
- تخلّص من السموم الرقمية أو خذ استراحات من شبكات التواصل الاجتماعي بشكل متكرر، انتبه إلى مقدار الوقت الذي يتم قضاؤه على شبكات التواصل الاجتماعي وما إذا كان هناك توازن صحي للمشاركة في أنشطة الحياة الاخرى. هناك تطبيقات تُساعد في مراقبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تعرف على المزيد عنها في قسم المصادر
الخصوصية
- استخدم كلمات مرور قوية وقم بتغيير كلمات المرور بانتظام. ولا تشارك كلمات المرور مطلقًا مع أي شخص
- تحقق من إعدادات الخصوصية الافتراضية وقم بضبطها حسب المطلوب
- يمكنك تعطيل خدمة تحديد الموقع، أو تقييد استخدامها ليقتصر استخدامها على الأصدقاء وأفراد العائلة المقربين والموثوق بهم فقط، أو عند الضرورة القصوى، تقوم معظم منصات التواصل الاجتماعي بتفعيل خدمة تحديد الموقع بشكل افتراضي، مما يسمح للمستخدمين بتتبع مواقع بعضهم البعض
- حاول دائمًا استخدام صورة غير واضحة أو صورة مستعارة كصورة للملف الشخصي وتجنب استخدام الصور الشخصية التي تسهّل التعرف على المستخدم
- اجعل اتصالاتك وقائمة الأصدقاء/المتابعين مقتصرة على الأصدقاء وأفراد العائلة الموثوق بهم فقط، يُنصح بتجنب قبول طلبات "الصداقة" من الغرباء الذين ليسوا أصدقاءك في "الحياة الحقيقية"، بالإضافة إلى توخي الحذر من المستخدمين عبر الإنترنت لأنه من السهل أن يتظاهر الشخص بأنه شخص آخر، وقم بتصفية قائمة المتابعين بانتظام للتأكد من أنهم جميعاً جهات اتصال موثوق بها
- لا تستخدم كاميرا الويب إلا مع أفراد العائلة والأصدقاء الموثوق بهم، وليس مع الغرباء أبدًا
- تجنب "المبالغة في مشاركة" وكشف التفاصيل الشخصية (اسمك الكامل وعنوانك ورقم هاتفك وكلمات المرور وتاريخ ميلادك ومعلوماتك البنكية):
- هناك بعض الجوانب من حياتنا التي يُفضل إطلاع الآخرين عليها بشكل شخصي وليس عبر وسائل التواصل الاجتماعي
- قم بحماية بصمتك الرقمية وسمعتك على الإنترنت، فعليك أن تفكّر ملياً قبل أن تقوم بالنشر أو الدردشة أو التحميل أو التنزيل:
- إذا لم نتمكن من قول شيء لطيف، فلا ينبغي لنا أن نقول أي شيء على الإطلاق"
- يجب أن نسأل أنفسنا عما إذا كان من المقبول أن ترى أمهاتنا أو أفراد الأسرة الآخرين ما نحمّله قبل نشره، إذا كانت الإجابة "لا"، فربما لا ينبغي أن ننشره على الإطلاق
كيف يمكننا التعامل مع المواقف الصعبة على منصات التواصل الاجتماعي؟
إذا واجهنا موقفًا مزعجًا أو مربكًا على منصات التواصل الاجتماعي، فمن المهم السيطرة على الموقف ومعرفة كيفية التصرف، وذلك اعتمادًا على الموقف.
- بالنسبة للتنمر الإلكتروني على منصات التواصل الاجتماعي، يرجى الاطلاع على صفحة التنمر الإلكتروني
- بالنسبة للضرر عند استخدام الإنترنت والاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، يرجى الاطلاع على صفحة الضرر عند استخدام الإنترنت
- بالنسبة للاستخدام المفرط والإدمان الرقمي على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، يرجى الاطلاع على صفحة إدارة الوقت على الإنترنت