المعلمين

  • مقدمة‎

    يوفر الإنترنت والابتكارات الرقمية الجديدة عالماً جديداً رائعاً يمكن أن يساعد الطلاّب على التطوّر والتعلّم والتفاعل مع الآخرين، ولكن هذا العالم لا يخلو من المخاطر الحقيقية. يجب على المعلمين والمدارس إلى جانب أولياء الأمور ومقدّمي الرعاية السعي لتعزيز وعي الأجيال الشابة وتثقيفهم حول ما عليهم فعله ليصبحوا مواطنين رقميين صالحين يتمتّعون بالقدرة على اتخاذ قرارات مسؤولة، ويكونون في نهاية المطاف قادرين على مواجهة التحديات التي يفرضها العالم الرقمي. لنتعرّف على المزيد حول الدور الذي يمكن للمعلمين تأديته لتعزيز جودة الحياة الرقمية لطلابهم، وتنشئتهم ليصبحوا مواطنين رقميين إيجابيين ومسؤولين:
     

    • والأهم من ذلك، فإن تربية وتنشئة المواطنين الرقميين الإيجابيين مجهود ينبغي أن يُبذل على مستوى المجتمع بأكمله. حيث أن أدوار المعلمين وأولياء الأمور ومقدمي الرعاية تكمل بعضها بعضاً.

    • في حين أن التكنولوجيا الجديدة قد فتحت العديد من الأبواب وأتاحت الكثير من الفرص الإيجابية للأطفال والشباب للتعلم والاتصال وتأسيس الأعمال التجارية وغيرها الكثير، فقد تسببت أيضًا في ظهور مخاطر جدّية مثل التنمّر الإلكتروني والمتحرّشين على الإنترنت وضغط الأقران والتعرض للمحتوى غير اللائق.
    • نظرًا لأن السلامة تقع في صميم جودة الحياة الرقمية، يجب على المعلمين والمدارس توحيد الجهود مع أولياء الأمور والمجتمع للمساعدة في حماية الأطفال من هذه المخاطر التي تهدد أمنهم وسلامتهم على الإنترنت، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة مثل هذه التحديات.
    • بطبيعة الحال، فإن الشباب الذين ولدوا في العصر الرقمي أكثر راحة واعتياداً على استخدام التكنولوجيا. ونظراً لأن هذه الأجيال كبرت مع انتشار شبكات WiFi، والاتصال الفائق والحمل الرقمي الزائد، فقد أصبحوا أكثر اعتياداً وقدرة على استخدام التكنولوجيا والابتكارات الرقمية.
    • عندما يتعلق الأمر بالتعليم على وجه التحديد، فإن العالم الرقمي قد غيّر بالفعل عملية التعلم. حيث يستخدم الطلاب بشكلٍ متزايد ومن سن مبكرة الإنترنت والتقنيات الرقمية كمصدر للتعلّم.
    • ولكن .... هل يستخدم الطلاب التكنولوجيا بشكل مناسب؟ هل يفهمون أدوارهم ومسؤولياتهم في المجتمع الرقمي؟
    • من الشائع أن نشهد مقاومة عالية للتكنولوجيا من قبل المعلمين والمدارس؛ إذ يشعر الكثير من المعلمين أن تبني التكنولوجيا في المدارس هو مجرد إلهاء للطلاب وهدر للوقت. ومع ذلك، ومن ناحية أخرى، هناك معلمون تبنوا التكنولوجيا الرقمية في التدريس وأدخلوا المواطنة الرقمية في المناهج الدراسية، ويجدون في ذلك أمراً مجزياً ومفيداً للغاية.
    • كيف يمكن للمعلمين تبني التعليم الرقمي بطريقة تعزز جودة حياة الطلاب الرقمية وتعزز المواطنة الرقمية؟ كيف يمكن للمدارس دعم المعلمين في القيام بذلك؟ وكيف يمكن للمدارس أن توحّد جهودها مع أولياء الأمور لتحقيق هذه الأهداف؟ لنتعرّف على المزيد حول ذلك أدناه.
       
  • رفع مستوى وعي المعلمين

    • أولاً وقبل كل شيء، يجب علينا كمعلمين أن نبدأ بأنفسنا. حيث أنه يجدر بنا الاستثمار في أنفسنا ورفع مستوى وعينا حول مفاهيم جودة الحياة الرقمية والمواطنة الرقمية والقيم الأخلاقية الرقمية، بالإضافة إلى القوانين والقواعد التي تحكم العالم الرقمي.
    • بالرغم من صعوبة تبني العالم الرقمي وتضمينه في التعليم بالنسبة للمعلمين، إلاّ أنه من مصلحتهم مواكبة الطلاب والبدء في التحدث بلغتهم.
    • تعرّف على مفاهيم جودة الحياة الرقمية، والمواطنة الرقمية، والقيم الأخلاقية الرقمية على منصتنا هذه كخطوة أولى لزيادة وعيك، حتى تكون قادرًا لاحقًا على رفع مستوى وعي الطلاب.
    • يجب أن نتعرّف أيضاً على التحديات البارزة التي يفرضها العالم الرقمي حتى نعلّمها للطلاب ونعلّمهم كيفية التعامل معها والإبلاغ عن الحوادث الخطيرة. وتتضمن هذه التحديات إدارة الوقت على الإنترنت، وشبكة التواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية، والتنمّر الإلكتروني، والضرر عند استخدام الإنترنت، والخصوصية الرقمية، والبصمة الرقمية، وغيرها الكثير. وسنتعرّف هنا على المزيد حول كل تحدٍ رقمي قد تواجهه أنت أو طلابك، وسنعرف العلامات والإشارات التي يجب تتبّعها. تذكّر أنه مع تغير التكنولوجيا كل يوم، فمن الممكن أن تظهر تحديات جديدة في المستقبل. 
    •  من الضروري أن يكون لديك مستوى عالٍ من الوعي، حتى تصبح مستعداً بشكل جيد وقادراً على أن تكون قدوة في السلوك الرقمي الإيجابي للطلاب والمجتمع.
    • يقضي العديد من الطلاب نصف يومهم في المدرسة، ويرون في معلّميهم قدوة يُحتذى بها. لذلك، يجب تعزيز جودة الحياة الرقمية في المدارس وفي المنزل.
  • تبني جودة الحياة الرقمية ودمج المواطنة الرقمية في المناهج الدراسية

    • لم يعد دور المعلمين والمدارس يقتصر اليوم على الجانب الأكاديمي المحض. بل أصبح يتجاوز ذلك بكثير، حيث يركّز المعلمون بشكل متزايد على جودة الحياة الشاملة للطالب، وتُعدّ جودة الحياة الرقمية جزءًا أساسياً من جودة الحياة الشاملة للطلاب.
    •  يسعى المعلمون إلى بناء مهارات وقدرات الطلاب. واليوم، تُعدّ المهارات التي يحتاجها الطلاب لإدارة حضورهم الرقمي، والازدهار في العالم الرقمي، وحماية جودة حياتهم الرقمية للنجاح في المستقبل، ذات أهمية أساسية وربما واحدة من أهم المهارات التي يحتاجون إليها.
    • يتمثّل الدور الهام لقطاع التعليم فيما يلي:
    • الاستثمار في جودة حياة المعلمين أولاً وقبل كل شيء. حتّى يكون المعلمون قادرين على الاهتمام بجودة حياة طلاّبهم بشكلٍ جيّد، يجب عليهم أن يكونوا واعين وقادرين على الاهتمام بجودة حياتهم أولاً.
    •  تدريب المعلمين وبناء قدراتهم على تدريس جودة الحياة الرقمية والمواطنة الرقمية والتعامل مع التحديات الرقمية.
    •  تضمين جودة الحياة الرقمية والمواطنة الرقمية في المناهج الدراسية. من خلال إعداد المعلمين إعدادًا جيدًا، يمكن للمدارس بكل ثقة تضمين جودة الحياة الرقمية والمواطنة الرقمية في المناهج الدراسية بدءًا من سن مبكرة. حيث يمكن دمج مفاهيم جودة الحياة الرقمية والمواطنة الرقمية والقيم الأخلاقية الرقمية والتحديات الرقمية في كل من صفوف تكنولوجيا المعلومات ودروس التربية الأخلاقية.
  • اعتماد نهج إيجابي مقابل النهج السلبي القائم على الترهيب

    • إن العالم الرقمي واقع محتوم، وبالتالي، فإنه من غير العملي الاعتماد على أساليب الترهيب غير المفيدة ومحاولة منع الطلاب من الوصول إلى العالم الرقمي بالكامل أثناء تواجدهم في المدرسة.
    • بالنسبة للطلاب والشباب، فإن كل ممنوع مرغوب، لذلك علينا التركيز بشكلٍ أكبر على ما يمكن فعله، وليس العكس.
    • من الطبيعي جداً أن يكون الطلاب الأصغر سناً أكثر استخداماً للإنترنت وأكثر عرضة لمخاطره أيضاً. فهذا الأمر آلية طبيعية بالنسبة لهم للتعلّم واستكشاف العالم من حولهم.
    • لا يمكننا حماية الأطفال من كل شيء، ولكن يمكننا إرشادهم بهدوء وحكمة إلى ما يمكنهم فعله للاستفادة مما يقدّمه لهم العالم الرقمي، والعيش وفقًا لقيم المواطنة الرقمية الإيجابية، وإنشاء بصمة رقمية إيجابية.
    • بدلاً من قطع اتصال الطلاب بالإنترنت بالكامل، فكّر في الطرق التي يمكن للمدارس من خلالها استخدام التكنولوجيا بطريقة صحية ومتوازنة، مع التأكد من إشراك الطلاّب في أنشطة جذابة أخرى لا تعتمد على التكنولوجيا أو شبكة WiFi أثناء تواجدهم في المدرسة.
    • عليك أن تكون مصدر إلهام للطلاب ليساهموا في العالم الرقمي بطريقة تبرز أفضل ما لديهم. فكّر في الطرق التي يمكنك من خلالها تعزيز فضول الأطفال مع السماح لهم بالاتصال بالعالم بطريقة آمنة، وتحويل هذا الفضول إلى وسيلة هادفة للإبداع والابتكار. وقد يكون ذلك من خلال مشاركة مواهبهم الإبداعية عبر الإنترنت كنشر مقال أو عمل فني أو قطعة موسيقية أو مشاركة إنجازاتهم في رياضة معينة يحبونها.
      • وفي ضوء ما تقدّم، من المهم أن يفهم الطلاّب العواقب الوخيمة لتصرّفاتهم وأفعالهم في العالم الرقمي وأثرها على الآخرين.
  • المشاركة – المبادرة بالحوار مع الطلاب

    • يمكنك أن تقطع شوطاً كبيراً في التعامل مع طلابك فقط من خلال الإصغاء إليهم باهتمام. يمكن للطلاب، خاصة عندما يكونون في سن مبكّرة، الإشارة إلى مشكلات خطيرة قد يمرّون بها ليس فقط من خلال ما يقولون ولكن حتى بالطريقة التي يتصرفون بها. 
      • راقب سلوكيات الطلاب، وانتبه لأي تصرفات وسلوكيات غير معتادة لأنها قد تشير إلى وجود مشكلة تحتاج إلى تدخّل. ينطبق هذا الأمر على جميع المشكلات، ولكن التأثير قد يكون كبيراً خاصة مع التحديات الرقمية حيث يمكن أن ينتشر الضرر خلال ثوانٍ معدودة. على سبيل المثال، قد يكون التنمّر الإلكتروني تجربة مؤلمة للأطفال يمكن أن تلاحقهم حتى بعد عودتهم من المدرسة إلى البيت.
    • خلال الصفوف ذات الصلة (مثل تكنولوجيا المعلومات والتربية الأخلاقية)، حاول أن تتحدّث مع الطلاب باستمرار حول استخدامهم للوسائط الرقمية، ومشاعرهم حيال ذلك.
    •  أظهر للطلاب اهتمامك بسلوكهم على الإنترنت؛ تواصل معهم وأجري معهم حوارات مفتوحة حول ما يقومون به على الإنترنت، والأشخاص الذين يتحدثون معهم، والألعاب التي يلعبونها، وما يجذبهم في العالم الرقمي.
    • شجع الأطفال على إخبار معلميهم أو أولياء أمورهم أو شخص بالغ موثوق على الفور، إذا ما تعرّضوا لموقفٍ مخيف أو مزعج على الإنترنت.
    • طمئِن طلابك أنك لن تعاقبهم أو تأخذ منهم أجهزتهم الرقمية إذا أخبروك بما فعلوه، حتى لو ارتكبوا خطأ يتعارض مع ما يتم تدريسه في المدرسة، مثل قول شيء مسيء لشخص ما على الإنترنت، أو التحدث إلى غرباء على الانترنت.
    • وأخيرًا، تذكّر أن تبقي التواصل مفتوحاً مع طلاّبك في جميع الأحوال.
  • تقديم نموذج يُحتذى به للسلوك الرقمي الإيجابي

    • كل شيء تمت مناقشته حتى الآن حول تنشئة المواطنين الرقميين المسؤولين، وتثقيف الطلاب حول جودة الحياة الرقمية والتحديات الرقمية سيكون دون جدوى إذا لم يكن المعلمون وأولياء الأمور ومقدّمو الرعاية قدوةً حسنة للطلاب. حيث أن العذر القديم القائل: "افعلْ ما أقولُ لك ولا تفعلْ ما أفعل" سيفشل هنا فشلاً ذريعاً.
    • لا شك أن الأطفال يبدأون في تقليد سلوك البالغين في سن مبكرة للغاية. وينطبق الشيء نفسه مع التحديات الرقمية. وعلى وجه التحديد، يعتبر الطلاّب معلميهم قدوة يحتذى بها وينظرون إليهم بعين الإعجاب في سن مبكرة جداً.
    •  استفد بشكلٍ إيجابي من وضعك كمعلّم لتقدّم للطلاب أمثلة حول كيفية استخدامك للتكنولوجيا لأغراض جيدة تستفيد منها أنت والآخرون مثل الاستماع إلى كتاب صوتي، أو كتابة منشور على مدونة حول وصفتك المفضلة.
    •  شجّع الطلاب على تخصيص أيام لـلـ"ديتوكس الرقمي" (أو التخلص من السموم الرقمية والانقطاع عن استخدام التكنولوجيا وأيام للتنظيف الرقمي (أيام تنظيف البصمة الرقمية) معاً. ويمكن للمدراء والمعلمين أن يكونوا مثالاً يحتذى به في هذا الأمر، وأن يكونوا أول من يضع هواتفهم وأجهزتهم الرقمية بعيداً خلال هذه الأنشطة.
  • كيفية التعامل مع مختلف المواقف

    • نظراً لأن المعلمين يؤدون دوراً هاماً في دعم الطلاب، فقد تحتاج هيئة التدريس بالمدرسة إلى التواصل مع أولياء أمور الطلاب لمناقشة التحديات والخطوات واتخاذ الإجراءات اللازمة عند الضرورة.
    • لمعرفة المزيد حول كيفية التعامل مع مواقف معينة، مثل كيفية التصرف عند التعرض لمحتوى غير لائق، يرجى الاطلاع على علامات التبويب "كيفية التعامل معها" ضمن المحاور الرقمية.
    • أو يمكنك الاتصال بخط دعم السلامة الرقمية على الرقم  80091للحصول على خدمات الاستشارات المجانية بشأن التحديات الرقمية.
       
  • تعليم الأطفال في المدرسة عن سلامة الإنترنت

    تقع على عاتق المدرسين مهمة عظيمة في فتح آفاق جديدة للتلاميذ.

    ترعرع معظم المعلمين في عالم يخلو من الإنترنت، ولذا فهم يفتقرون إلى النماذج اللازمة لتعليم الطلاب، صغارًا وكبارًا، عن الاستخدام المناسب له. ما يزيد الطين بلة، هو أن ما يبدو بدهيًا لمعظم البالغين فيما يتعلق بالسلوك على الإنترنت، غالبًا ما يكون غائبًا تمامًا عن أذهان الطلاب؛ حيث إنهم، في نهاية المطاف، لا يرون حياتهم على الإنترنت على أنها حياة منفصلة عن حياتهم الواقعية، وإنما ينظرون إليهما على أنهما امتداد لبعضهما البعض.

    وهي مهمة المعلمين، أن يساعدوا في توفير ذلك التعليم لتلاميذ المدرسة، رغم أن هذه المهمة ينبغي أن تتم بالتعاون مع الأهالي.

    وكما يعلم كل مدرس، فإن الجزء الأساسي من مناقشة أي شيء مع الأطفال هو صياغة موضوع النقاش بحيث يناسب أعمارهم.

    مناقشة الصحة الرقمية مع الأطفال الصغار

    غالبًا ما يحتاج الأطفال الصغار، الذين ما زالوا في طور تعلم الآداب الاجتماعية، إلى المزيد من المساعدة في هذا الصدد. من الأفكار الشائعة التي يمكن طرحها في الحصص:

     

    • تعليم الأطفال ما يعنيه الوجود على الإنترنت أصلًا.
    • ترسيخ أهمية عدم الوثوق بالغرباء في عقول الأطفال، سواء في الحياة الواقعية أو على الإنترنت.
    • أهمية الخصوصية، وما لا ينبغي مشاركته، خصوصًا مع بدء الأطفال في المحادثة مع الغرباء في الألعاب الجماعية.
    • تعليم الأطفال عن آداب الإنترنت (الإتيكيت).

     

    الفكرة الأخيرة مهمة بشكل خاص، حيث وجد أن إخفاء الاسم يمكن أن حافزًا للسلوك الفظ أو المخل على الإنترنت.

    يتضمن هذا:

    • تعليم الأطفال الكبار –مثلًا، بدءًا من عمر 10 سنوات وصاعدًا– أن يرفضوا أن نوع من الإهانة أو التعصب، وأن يخبروا الكبار حين يفعل أحد أقرانهم شيئًا من ذلك.
    • تجنب المواقع التي يدركون أنها قد تكون غير مناسبة لهم.

    مناقشة الصحة الرقمية مع الأطفال الأكبر والمراهقين

    يرتاح الأطفال والمراهقون بمشاركة معلومات عن أنفسهم على الإنترنت بشكل متزايد حين يكبرون، وخصوصًا لأنهم يعرفون ما الذي يجب عدم مشاركته.

    ومع ذلك، يحتاج هؤلاء الطلاب الأكبر إلى فهم بعض المخاطر المهمة أيضًا. يمكن أن تتضمن الدروس:

    • البيانات الضخمة: ما كمية المعلومات التي يشاركها الطلاب عن أنفسهم حين يتصفحون الإنترنت، وما نوع هذه المعلومات، ولماذا تهتم الشركات بهذه المعلومات، كيف تستخدم، وكيف يمكن إبطالها.
    • معاني بعض المصطلحات، مثل البيانات (data)، وملفات تعريف الارتباط (cookies)، والإعلام الموجه (targeted advertising)، ومشاركة البيانات (data sharing).
    • الطرق التي تستخدمها الشركات لتجمع البيانات عنك، بما يشمل البريد الإلكتروني الذي تستخدمه للاشتراك في مختلف الخدمات، عنوان IP الخاص بك، وسجل البحث خاصتك.
    • وجود احتمال الانتحال الإلكتروني والاحتيال. ينبغي أن يفهم طلاب الثانوية كيف يمكن أن تكون العلاقات على الإنترنت أرضية لسوء الفهم وللمخاطر، خصوصًا في ظل غياب المعلومات الموثوقة والتواصل الصوتي.
    • تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على إدراك الطلاب للعالم، ولحياتهم، وأسرهم، وعلاقاتهم، بالإضافة إلى ما قد يعنيه بالنسبة لمستقبلهم.
    • تأثير تصفح الإنترنت لوقت طويل وبشكل متكرر على فترة انتباه الطلاب، والذي قد دُرس بكثافة وتم إثباته، مما قد يؤثر سلبًا على علاماتهم، جامعاتهم، وحياتهم المهنية.

    هل يجب تخصيص حصة للصحة الرقمية؟

    هل يجب أن يتفرغ الأساتذة لتعليم الطلاب عن الصحة الرقمية؟

    تختلف الإجابة ما بين منهج ومنهج، لكن الجواب غالبًا هو لا. إن معظم استخدامات الإنترنت، ما عدا ما يمكن أن يستخدم للتنقيب عن البيانات، هي امتداد للعالم الواقعي؛ إن الطلاب اليوم يصطحبون المدرسة معهم إلى منازلهم على هواتفهم.

    لكن إسداء النصائح للطلاب في أثناء السنة الدراسية، خصوصًا في حصص تقانة المعلومات (IT) وعلوم الحاسوب، قد يكون فكرة سديدة.

    من المهم كذلك مناقشة الصحة الرقمية مع الوالدين، لتحقيق التكامل بين الجهود، وللتأكد من كون الطلاب سعيدين، ومرتاحين، وآمنين حين تصفحهم للإنترنت.

  • تعليم الطلاب تجنب السرقة الأدبية: دليل رقمي

    ترعرع معظم المعلمين مع وجود الإنترنت على أنه أمر واقع، كان الإنترنت شيئًا يستخدم في المنزل، ونادرًا ما يتجاوز ذلك إلى مجال الحياة المدرسية. ليس الأمر كذلك بالنسبة للطلاب اليوم. يوجد الإنترنت في كل مكان؛ يستخدم الطلاب هواتفهم في أوقات فراغهم، وحين يكونون في أسرّتهم، وأثناء تواصلهم الاجتماعي. يستخدمون الإنترنت لمشاهدة التلفاز، وللتسوق، وطلب الطعام، وركوب سيارات الأجرة، ولتكوين الصداقات، وللتخطيط لحياتهم.

    ما يهم أكثر من ذلك، هو أنهم يستخدمون الإنترنت للتعلم أيضًا. يستخدمه بعضهم بشكل فعال لتعلم مهارات، أو لغات، أو أفكار جديدة لا توجد ضمن منهج المدرسة، مثل تاريخ البلاد الأخرى.

    ولكن تلك السهولة الكبيرة في الوصول قد تثمر الإعجاب بالنفس، ومن أهم الأمور بالنسبة للطلاب ألا يكونوا معجبين بأنفسهم.

    ولذا، فباعتبارك معلمًا، ينبغي عليك:

     

    أن تعلم طلابك تجنب السرقة الأدبية...

    يوفر الإنترنت، وخصوصًا ويكيبيديا، وصولًا سهلًا للمعلومات، ولكن يفضل أن ينظر الطلاب إليها على أنها فهارس للمصادر الأولية والثانوية بدلًا من كونها مصادر فعليّة للمعلومات.

    من المهم تعليم الطلاب كيفية تصفح النصوص بسرعة لاستخراج ما يحتاجون إليه، ثم الإحالة إلى مصادر تلك المعلومات.

    ومن المهم كذلك في هذا الصدد أن يتعلم الطلاب استخدام الإنترنت للتأكد من حقيقة المعلومات، ثم للتفريق بين ما هو حقيقة وما هو ادعاء مجرد.

    أخيرًا، ينبغي أن يتعلم الطلاب القراءة من وجهات نظر مختلفة، ليشكّلوا استنتاجاتهم الخاصة، ويبنوا عليها.

    هذه المهارات سوف تكون في غاية الأهمية لهم مستقبلًا، في حياتهم الجامعية والمهنية.

    ومع ذلك، فإن تطوير هذه المجموعة من المهارات يتطلب وقتًا، وسوف يلجأ بعض الطلاب إلى السرقة الأدبية، وهو الواقع المؤسف للإنترنت الذي ينبغي للمعلمين أن يعرفوا كيف يتحققون منه ويواجهونه.

     

    ...ثم تتحقق من وجود السرقة الأدبية

    السرقة الأدبية صريحة في معظم الحالات. وهي تعني، في شكلها الأكثر جلاءً، نقل نص من أحد المصادر وتقديمه على أنه يخص الشخص الذي نقله، دون اقتباس أو إحالة لائقة.

    وقد تأخذ شكلًا آخر يتمثل في نسخ الأعمال الفنية أو الأكواد المصدرية (source code)، للفنون ولحصص تقانة المعلومات (IT) على الترتيب.

    غالبًا ما "يستعير" الطلاب أعمال بعضهم البعض أيضًا. على الرغم من نواياهم التي غالبًا ما تكون حسنة (الأصدقاء يحبون أن يساعدوا أصدقاءهم)، فقد يفرطون في ذلك بحيث يتحول الأمر إلى سرقة أدبية.

    يمكن أن تندرج أنواع أخرى من السرقة الأدبية تحت ما يدعى بالـ White labeling، أو "السرقة الأدبية الفسفسائية"، وهي طرق لمراوغة التهمة الواضحة المتمثلة بالسرقة الأدبية الصريحة، مع الاستمرار بنسخ العمل الدؤوب للآخرين.

    أحيانًا، يسرق الطلاب كذلك من أوراق قديمة كتبوها سابقًا. وبناءً على القواعد المتبعة، يمكنهم أن يتجنبوا ذلك بالحصول على موافقة المعلمين.

    لحسن الحظ، الإنترنت مليء بالأدوات التي تكشف عن السرقة الأدبية. بعضها يلج إلى المصادر المختلفة للتحقق من بنية الجمل، وبعضها يطلب إدخال ورقتين ويقابلهما على بعضهما البعض.

    ينطبق ذات الأمر على الأكواد المصدرية (source codes) –مع أن السرقة الأدبية للأكواد المصدرية تهمة أصعب ثبوتًا، فالأكواد تتألف من كلمات مفتاحية وتوابع، قابلة للاستبدال بطبيعتها– والأعمال الفنية.

    تضم هذه الأدوات:

    • Grammarly
    • Plagiarism Detector (وهو يشمل اللغة العربية)
    • Dupli Checker
    • Copyleaks
    • Plaghunter
    • Turnitin

     

    ماذا نفعل في حالة السرقة الأدبية

    من المهم دومًا مناقشة السرقة الأدبية مع الطلاب، حيث إنها غالبًا وليدة الجهل، أو الضغط، أو القلق الذي يصاحب فترة البلوغ.

    وفي نهاية الأمر، يرجع القرار للمعلمين ولإدارة المدرسة.

    ولكن نحن معلمون، نعدّ طلابنا للدرب الذي أمامهم. صحيح أن السرقة الأدبية تهمة خطيرة في الحياة الجامعية وما بعدها، ولكن تقترح وجهة أخرى للنظر أن التصويب برفق، مثل حسم بعض الدرجات، أو طلب مراجعة الورقة، أفضل من العقاب، وذلك على مستوى المدرسة على الأقل؛ وهو يؤدي إلى تصحيح أساليب الطلاب المعوجّة دون أن يؤثر سلبًا على مستقبلهم.

     

  • التمييز بين الحقيقة والخرافة على الإنترنت: دليل للمعلمين

    الاتصال بالإنترنت طريق باتجاهين: بينما يتاح للطلاب الوصول إلى العالم، يتاح إلى العالم كذلك الوصول إلى طلابنا.

    لقد أضحى من وظيفة المعلمين أن يعلموا الطلاب كيف يستخدمون الإنترنت على نحو ملائم، ولا شك أن هذه الوظيفة تنجز بالتعاون مع الأهل وأولياء الأمر، ولكنها مع ذلك تقع إلى درجة كبيرة على عاتق المعلمين.

    لماذا من المهم الحفاظ على الحذر على الإنترنت

    نحن نعيش في عصر الأنباء الكاذبة، والاحتيال، والتصيد. ومن الواجب علينا كمعلمين أن نرسخ في عقول طلابنًا كلًا من التفكير الناقد والشك.

    لماذا؟ لأن الإنترنت يوفر سهولة الوصول للناس والمعلومات، وتتيح هذه الأدوات لطلابنا التفريق بين الحقيقة والخيال وتجنب الأخطاء. وهو، بطريقة أو بأخرى الهدف الشامل للتعليم: ترسيخ قدرة الفرد على تكوين أفكاره بما لديه من أدلة.

    أمور ينبغي تعليم الطلاب الحذر منها

    هناك عدة عوامل ينبغي تعليم الطلاب الحذر منها.

    1. الهندسة الاجتماعية: يمكن أن تتم الهندسة الاجتماعية –وهي شكل من أشكال التلاعب النفسي، الذي ينبع غالبًا من الشهامة، لاستخراج المعلومات السرية– على الإنترنت، غالبًا عبر انتحال شخصية ذات سلطة، أو ممثل عن أحد الشركات، أو صديق، أو فرد من العائلة.

    قد تتمثل أيضًا على هيئة الميمز (memes) أو التحديات الرائجة، التي يشارك عبرها الطلاب بإهمال شهر وعام ولادتهم بإجابتهم لبعض الأسئلة.

    1. التصيد (Phishing): علم طلابك أن يشكوا حين يتلقون رسائل تدعي أنها من شركات أو مصادر مرموقة، أو تطلب معلومات تتعلق بكلمات المرور.
    2. الخصوصية: بما أن الطلاب اليوم لا يفرقون بين العالم الواقعي والحياة الافتراضية، ويرون أن كلًا منهما امتداد للآخر، فمن غير المرجح أن يجعل الطلاب إعدادات التواصل الاجتماعي "خاص" (private)، مما يجعلهم يشاركون معلوماتهم مع الغرباء.
    3. الأخبار المزيفة، خصوصًا على وسائل التواصل الاجتماعي: من الأخبار التي يولدها الذكاء الاصطناعي، إلى الأنشطة التي ينشئها ذوو النوايا الخبيثة؛ توجد الأخبار المزيفة في كل مكان.
    4. العروض التي يبدو أنها أفضل من أن تكون حقيقية: إذا ظهر أن أمرًا ما أفضل من يكون حقيقة، فهو غالبًا ليس حقيقة فعلًا.

    ما هو الشك والتفكير الناقد؟

    من المفيد أن يتعلم الطلاب قوة الشك والتفكير الناقد.

    الشك، من الناحية الفلسفية، هو النظر إلى الادعاءات أو المعارف بزاوية الرغبة في معرفة الأسباب والافتراضات التي بنيت على أساسها. وبعبارة أخرى، فهو لا يعني التكذيب، وإنما تعليق التصديق؛ أي: تأجيل التصديق إلى حين الوصول إلى الآليات وطرق القياس التي تؤدي إليه.

    التفكير الناقد هو القدرة على إيجاد الرابط بين الأفكار بطريقة واضحة ومنطقية، ورؤية سلسلة الأسباب التي تصل بين الدليل والاستنتاج.

    وهما العمود الفقري للعلم، ومن أقدم المواضيع التي اهتمت بها الفلسفة. وبما يتعلق بموضوعنا، هما الطريقة التي نعلم الطلاب من خلالها أن يبقوا بأمان من عمليات الاحتيال الرقمية على الإنترنت.

    لماذا الشك والتفكير الناقد مهمان؟

    نحتاج إلى تعليم طلابنا أن:

    • يمحصوا الأخبار الحقيقية عن تلك المزيفة، وأن يشاركوا الأشياء بمسؤولية. أن يتحققوا من المصادر ويقارنوا أقوال الإعلام بالواقع.
    • يتحققوا دائمًا من هوية من يكلمهم. علم طلابك أن يتحققوا بأدب من معلومات الآخرين قبل أن يشاركوا معلوماتهم هم، خصوصًا حين يكون الآخرون هم من تواصلوا معهم.
    • علم طلابك ما يتعلق بالخصوصية على الإنترنت، ويتضمن ذلك كيفية التحقق من كون إعدادات الخصوصية مناسبة.

    والأهم من ذلك كله هو تعليم الطلاب كيفية التحقق من المعلومات، من تتبع مصادرها إلى الخروج بالاستنتاجات. وعلى الرغم من صعوبة ذلك، فهذه المهارات سوف تبقى مع هؤلاء الأطفال إلى ما بعد حياتهم كطلاب، وسوف تلازمهم لبقية حياتهم.

  • دليل المعلم للتنمر الإلكتروني (الجزء الأول)

    قبل الشروع في مناقشة التنمر الإلكتروني، دعونا نتحدث قليلًا عن نفس التنمر العادي المعروف.

    التنمر هو سلوك متكرر يهدف قصدًا ومكرًا إلى إلحاق الأذى بالآخرين. قد يكون أذًى جسديًا، عقليًا، أو عاطفيًا. عندما يجري على الإنترنت، فإنه يدعى بالتنمر الإلكتروني، ويتراوح من الاستخفاف بالآخرين، إلى نعتهم بالألقاب، وإهانتهم، أو حتى إخافتهم. التهديد نوع من التنمر؛ ومشاركة المعلومات الخاصة بالآخرين بهدف إحراجهم تنمر أيضًا.

    يخلق التنمر مشاعر من الحزن، والقلق، والخجل، وغير ذلك لدى الآخرين. ويقع التنمر بغض النظر عن العمر، الجنس، أو المعتقد الديني. ومن العجيب أنه قد يقع حتى من جهة المعلمين تجاه الطلاب.

    التنمر الإلكتروني هو تنمر هاجر إلى فضاء الإنترنت. قد يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، أو المنتديات، أو الرسائل النصية، أو الحواسيب، أو الهواتف، أو الأجهزة الذكية. وقد يحدث مع أو بدون علم الضحية؛ طالما أنه في النهاية يلحق بالضحية الخزي، بشكل مباشر أو غير مباشر، أو يؤذي مكانتهم الاجتماعي بشكل ظالم.

    من المهم أن يضع المعلمون حدًا لأي حالة تنمر تقع عليها أعينهم. ولذا، فمن المهم أن يكون المعلمون على دراية بما ينبغي أن يسترعي انتباههم.

    علامات التنمر الإلكتروني

    إن ملاحظة علامات التنمر العادي قد تكون أسهل من الإلكتروني، الذي يحدث خارج جدران المدرسة.

    ولذا، فعلى المعلمين أن يبقوا متيقظين لبعض العلامات. رغم أن أيًّا منا ليس حاسمًا وقد يمكن تفسيره بطرائق أخرى، إلا أن من واجب المعلم أن يفكر في احتمال أن تكون ناتجة عن التنمر.

    1. أن يمسي الطلاب منعزلين، لا يهتمون إلا بشؤونهم الخاصة. وهذا ذو أهمية بارزة خصوصًا لأولئك الطلاب الذين كانوا في العادة اجتماعيين ومنطلقين.
    2. أن ينقص الطلاب استخدامهم للأجهزة بشكل سريع. رغم أنها علامة يصعب اكتشافها إن كان استخدام الأجهزة الذكية ممنوعًا في المدارس، إلا أن النقص المفاجئ في شيء من قبيل تبادل الرسائل قد يكون نتيجة للتنمر الإلكتروني. والأهم من ذلك، أنهم قد يخفون أجهزتهم أو شاشاتهم عن الأساتذة في كل الأوقات.
    3. أن يبدي الطلاب علامات للفتور، الاكتئاب، أو التردد في فعل أمور كانوا يستمتعون بفعلها، خصوصًا إذا كانت تتضمن رؤيتهم لأقرانهم.
    4. أن يخفي الطفل شاشته أو جهازه حين يكون أحد قريبًا منه، ويتجنب الحديث حول ما يقوم به على جهازه.
    5. تغيرات غير مفسرة في الوزن أو أعراض جسدية، تشمل صعوبة تناول الطعام وكذلك صعوبة النوم.
    6. تناقص كبير في معدل الدرجات، مع تغير اهتمامهم بالعمل المدرسي وتغير مجموعة أصدقائهم أيضًا.

    ومن جهة أخرى، هناك علامات تنبئ عن مشاركة الطالب في التنمر الإلكتروني، مثل:

    1. مقابلة خجل أحد ما بالضحك بالمشاركة مع طلاب آخرين.
    2. أن يكون لدى الطالب عدة حسابات شخصية وحسابات بريد إلكتروني، من ضمنها حسابات مزيفة.
    3. لدى الطالب ماضٍ معروف في التنمر، أو حتى سبق له التعرض للتنمر مسبقًا.
    4. أن الطالب بالانزعاج حين لا يسمح له باستخدام الأجهزة الذكية أو الحاسوب الشخصي.

    تعليم الأطفال عن التنمر الإلكتروني وخلق بيئة تشجعهم على الكلام حوله من الأمور المهمة من أجل سعادتهم، وهو الوجه الآخر لعصر الإنترنت الحديث، وجه لا يعي الكثيرون وجوده.

    من المهم أن يفهم الطلاب أن التنمر ليس مما يتغاضى عنه، وأننا في صف الضحايا، وليس المتنمرين.

     

  • دليل المعلم للتنمر الإلكتروني (الجزء الثاني)

    في المنشور السابق على المدونة، تحدثنا عما يعنيه التنمر الإلكتروني، وعن تأثيراته الخطيرة على الطلاب، وتحدثنا كذلك عن العلامات التي ينبغي أن نتنبه لها لمعرفة ما إذا كان الطالب يتعرض للتنمر الإلكتروني أو يلعب دورًا فيه.

    في هذا المنشور، سوف نناقش بعض معالم الدرب الذي يمكن أن تسلكه كمدرّس، وكذلك بعض معالم التنمر الإلكتروني في القانون المتبع في الإمارات العربية المتحدة.

    كيف نتعامل مع التنمر الإلكتروني؟

    الوقاية خير علاج، كما يقول المثل. ويمكن البدء بمحاربة التنمر الإلكتروني عبر إنشاء نظام فعال للإبلاغ عن التنمر الإلكتروني يغطي احتياجات الضحايا، والأهالي، والطلاب الآخرين، بما يمكنهم من الإبلاغ عن حوادث التنمر الإلكتروني بأمان ودون خوف من العقاب. يجب أن يكون التعامل مع التنمر حاسمًا ومتأنيًا في نفس الوقت، آخذًا بعين الاعتبار احتياجات الطلاب والضحية، لمنع أي تكرار للحدوث.

    في هذه الحالة، من المهم الاستماع إلى الطلاب، أكد لهم أن ما قاموا به هو التصرف الصحيح، وتأكد من أن القسم الإداري في المدرسة يتبع الإجراءات المقترحة.

    القسم الثاني من الوقاية هو التعليم: تعليم الطلاب آداب استخدام الإنترنت، وجعلهم يفهمون أن ما لا ينبغي قوله للشخص في وجهه لا ينبغي كذلك قوله على الإنترنت.

    ومع ذلك، إن كنت تظن أن أحد الطلاب يتعرض للتنمر الإلكتروني:

    1. ناقش الأمر معهم، مع الحفاظ على الخصوصية. تأكد من أنهم يدركون أن هذه المساحة آمنة، وأنك تصدّق ما يقولونه. إن كان لديهم إثبات، ألق نظرة عليه. ولكن وظيفتك هي أن تستمع، وليس أن تجري تحقيقًا، ومن أن ثم تصل إلى لب المشكلة دون أن تخسر ثقة الطالب.
    2. تحدث عن الموضوع مع الأهل إذا صعب عليك الوصول إلى قلب الطفل. وفي حال الضرورة، اعمل كصلة وصل بين العائلة والمدرسة.
    3. اجعل الطلاب يمارسون نشاطات في الصف يتعلمون من خلالها حسن السبك للجمل، واللباقة في الحديث، والكلام بطريقة بناءة. علمهم أن يتخذوا القرارات الصحيحة حين يقررون ما الذي يشاركونه، وكيف ويشاركونه، ومتى يشاركونه.
    4. تأكد من أن الطلاب يفهمون أن المحادثات على الإنترنت فيها احتمال لسوء فهم نبرة الصوت، وأنه يفضل إجراء بعض المحادثات على أرض الواقع عوضًا عن على الإنترنت.

    من المهم أيضًا أن يفهم الطلاب أن ضغط الأقران موجود حتى على الإنترنت، وأنهم ليسوا مضطرين للانخراط فيما يرون أنه أمر مزعج.

    1. دع الطلاب يفهمون أن لديهم خيارًا. عندما يكون أحد ما وقحًا معهم على الإنترنت، فإن لديهم الخيار في حظرهم، وإطفاء الجهاز، وإبلاغ المعلم.
    2. اشرح للطلاب أن الاستجابة المباشرة للتنمر الإلكتروني قد لا تكون صحيحة. أول ما ينبغي فعله هو التزام الهدوء، وربما أخذ عدة أنفاس عميقة وبطيئة. ثم على الطلاب أن يفهموا أنه أحيانًا قد يتنمر عليهم الآخرون دونما سبب، أو لسبب لا تستطيع الضحية نفسها أن تتحكم فيه.
    3. طمئن الطلاب وأخبرهم أن التنمر الإلكتروني لا يمكن التغاضي عنه، وأنهم يمكنهم القدوم إليك متى احتاجوا.

    في نهاية المطاف، تتناول الإمارات العربية المتحدة التنمر الإلكتروني على محمل جدّيّ جدًّا.

    تتناول الإمارات العربية المتحدة التنمر الإلكتروني على محمل بالغ الجد

    إذا آلت الأمور إلى التصعيد، وأوصلت المحادثات مع أولياء أمر المتنمر إلى نهاية مسدودة، فإن الملاذ الأخير لك كمعلم هو القانون. إن قانون العقوبات (القانون الفدرالي رقم 3 لعام 1987) وقانون الجرائم الإلكترونية (قانون المرسوم الفدرالي رقم 34 لعام 2021، الذي حل محل المرسوم الفدرالي رقم 5 لعام 2012 المتعلق بالجرائم الإلكترونية) في الإمارات العربية المتحدة قاسيان تجاه التنمر الإلكتروني، خصوصًا وأن الأمر يرتبط بالتشهير. حين يبدو أن سياسات المدارس لا تحاسب المتنمرين الإلكترونيين، فإن القانون سوف يحاسبهم.

    إن عملنا كمدرسين هو أن نبقي الطلاب آمنين وسعيدين. وجزء من هذه المهمة هو أن نحرص على إبعاد التنمر الإلكتروني عن مدارسنا وصفوفنا.

  • أمور عملية يمكنك فعلها كمدرس للحفاظ على الصحة الرقمية لطلابك

    إن حماية وتعزيز الصحة الرقمية للطلاب هو جزء من مهمة المعلمين في العصر الحديث. للأسف، يستطيع الطلاب التأقلم مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا والمساحة الرقمية للميتافيرس أسرع مما يستطيعه البالغون. من جهة أخرى، فإن تعليم الطلاب ما يتعلق بالأمان على الإنترنت هي عملية متعددة العوامل. ولا بد للمعلمين من أداء دورهم حيال واجبهم هذا، مما قد يتطلب منهم:

    وضع وتعزيز سياسة للمدرسة فيما يتعلق باستخدام الإنترنت

    إن أول خطوة ينبغي اتخاذها هي وضع سياسة للمدرسة تخص استخدام الطلاب للإنترنت. بما أن طلاب اليوم ينظرون إلى الإنترنت على أنه امتداد للحياة اليومية، ينبغي أن تراعي المدرسة هذا الأمر، وأن تشرح للطلاب آداب التواصل مع الأقران، والقواعد التي تتعلق بأمور مثل السرقة الأدبية، وكيفية التعرف على حالات التنمر الإلكتروني والإبلاغ عنها. ينبغي شرح كل هذا بلغة بسيطة، وتعزيزه بشكر متكرر ضمن الصف.

    وضع نظام يتعلق بالتنمر الإلكتروني

    حالما تجعل الطلاب يتعرفون على التنمر الإلكتروني ويبلغون عنه، تأكد من وضع طريقة عمل يمكنهم فيها أن يدلوك على الحالات ويناقشوك فيها. واحرص على أن تتبع ذلك بالإجراءات المناسبة لاحقًا.

    تضمين استخدام الأجهزة الرقمية في المناهج

    من جهة، قد يكون تعليم الأطفال عن الصحة الرقمية جزءًا من المنهج اليومي. ومن جهة أخرى، قد يكون من الجيد تخصيص حصة لذلك، لتعليم الطلاب مداخل ومخارج الصحة الرقمية، وتوفير المصادر لهم، وشرح بعض المفاهيم كالتصيد phishing، والانتحال الإلكتروني catfishing، والاحتيال scams.

    جعل الطلاب يشاركون، ولو بهويات مجهولة

    استخدم المجهولية التي يوفرها الإنترنت لصالحك. اطلب من الطلاب أن يساهموا في وضع الإرشادات، أو أن يستخدموا برامج أو معدات جديدة، أو حتى أن يبلغوا عن حالات التنمر الإلكتروني إن كان ثمة حاجة لذلك. تأكد من أن الطلاب يفهمون جيدًا أنك تحترمهم وتحترم آراءهم، ودعهم يشعرون أن لهم يدًا في العملية إلى حد ما.

    احرص شخصيًا على الحفاظ على سلامة طلابك

    سواء حين استخدام الأجهزة في الصف، أو حين إجراء الجلسات على الإنترنت، تأكد من سلامة طلابك. على سبيل المثال:

    • أمّن حساباتك، وتأكد من أن المعلومات التي تتم مشاركتها لا يصل إليها ذوو النوايا الخبيثة.
    • لا تثبّت أي برنامج دون التحقق من مصدره.
    • فعّل تشفير الجهاز، لك ولطلابك.
    • تأكد من أن الطلاب يستخدمون برنامجًا لمكافحة الفيروسات والبرمجيات الضارة، ومن أنه محدّث كما ينبغي.

    ابق على اطلاع بالتكنولوجيا على قدر استطاعتك

    ليس هذا الأمر سهلًا، ولكن ابذل وسعك.

    كثيرًا ما يفترض الطلاب أن المعلمين جاهلون بالتغيرات التي تطرأ على الصعيد التكنولوجي، ولكن بقاءك مطلعًا على المستجدات على الإنترنت يخلق مساحة للحوار بينك وبين طلابك. تذكر: كلما زاد قدر معرفتك، زاد قدر ما تستطيع فعله.

    شجع طلابك على الانخراط في الحياة الواقعية بعيدًا عن الإنترنت، وفسر لهم ذلك بشكل علمي

    أضحى استخدام الإنترنت جزءًا متغلغلًا ونافذًا إلى جميع أجزاء الحياة المعاصرة، إلى درجة أن بعض الطلاب ينسون أن الحياة موجودة ابتداءً خارج أجهزتهم الذكية.

    شجع طلابك على ممارسة الأنشطة البدنية، الروحانية، أو العقلية التي توجد خارج حدود شاشاتهم: الهوايات، وتسلق الجبال، والسفر، والكتب، والتمارين، كلها أمور معتبرة.

    بالإضافة إلى ذلك، وضح لهم أن استخدام الهاتف، وخصوصًا التعرض للضوء الأزرق، يؤثر على مستويات الميلاتونين، والكورتيزول، والغريلين (المسؤولة عن الاسترخاء، والتوتر، والجوع) في الجسم، مما له تأثيرات سلبية كبيرة على النوم. وقد ارتبطت الهواتف كذلك بقصر فترات الانتباه.

    وفي النهاية، فإن أفضل ما تتحقق به الصحة الرقمية هو وجود القدوة الحسنة. صحيح أن الأجهزة الذكية لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن الانفصال عنها لا يمكن الاستغناء عنه كذلك، وخصوصًا بالنسبة للطاب وصغار السن.

  • ماذا نقول للطلاب عن وسائل التواصل الاجتماعي

    ترعرع معلمو اليوم في عالم يخلو من وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك على عكس الطلاب. لا يمكن للأطفال أن يتخيلوا عالمًا خاليًا من تطبيقاتهم المفضلة؛ يستخدمونها لمشاركة الصور، وآخر الأخبار، والمستجدات بضغطة زر.

    يثمر هذا الأمر نوعًا من الهوّة بين الأجيال، وهي هوّة كثيرًا ما يكون الطلاب على خطر من الوقوع فيها. من واجبنا كمدرّسين وبالغين أن نتحدث مع الطلاب، ونشرح لهم المخاطر المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي؛ بعبارة أخرى، أن نشرح لهم كيف يمسكون زمام السيطرة بأمور حياتهم ويحافظون على صحتهم الرقمية.

    تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على نظرتنا إلى الواقع

    تقدم وسائل التواصل الاجتماعي صورة عن الحياة لا تعكس الواقع. وهو أمر يعيه البالغون جيدًا، حتى إن كانوا لا يفهمونه بشكل كامل. ولكن الطلاب لا يكادون يعلمون هذا.

    يتعامل عامة المراهقون مع مشكلات صورة الجسد، وقيمة الذات، والسعادة؛ دون أن يكونوا على أهبة الاستعداد لذلك. ومن المهم على المعلمين أن يخصصوا حصة يشرحون فيها هذه المفاهيم للطلاب، ويغطون فيها كل شيء بدءًا من نسب الجسم غير الواقعية إلى برمجيات تعديل الصور، فهذه الوسائل لم يعد يقتصر استخدامها على المشاهير والشركات الكبيرة، بل هي متاحة اليوم للأصدقاء والعائلة، وأنه ليس كل الناس سعيدين، أو ناجحين، أو أغنياء إلى الدرجة التي يظهرون أنفسهم بها.

    من المهم ألّا نقارن أنفسنا بالبهارج الاصطناعية. ومن المهم أن يعزز المدرسون هذه الفكرة بشكل خاص في أذهان طلابهم، مرارًا وتكرارًا.

    تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية على مزاجنا

    قد يكون أكثر التأثيرات خفاء للأجهزة الذكية هو سهوة الوصول إليها قبل الخلود إلى النوم، مما يؤدي إلى اختلال توازن هرمونات الكورتيزول، والميلاتونين، والغريلين، وهذا يؤثر سلبًا على نوعية النوم. وقد قصّرت الإشعارات المتوالية من مختلف التطبيقات، إلى جانب دفقة الدوبامين التي تترافق مع تلقي الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي، قصّرا من فترات الانتباه. وجدت الدراسات علاقة سببية ملموسة بين وسائل التواصل الاجتماعي واضطرابات المزاج مع زيادة الشعور بالوحدة.

    علّم طلابك أن يكونوا واعين عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

    من المهم أن تعلّم الطلاب أن عليهم أن يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بوعي، وأن يسألوا أنفسهم عن الهدف من نشر شيء ما، وأن يقلّلوا استخدامهم لها (خصوصًا لما لها من تأثير على تشكيل النظرة للذات)، وأن تعلّمهم متى يستخدمونها. وكما يقول الجيل Z: من المهم تذكير الطلاب أن يلمسوا العشب.

    علّم طلابك أن يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمصلحتهم، بما يدعم حياتهم المهنية مستقبلًا

    صحيح أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون مشكلة، إلى أن لها فائدة. تزايد عدد المدراء الذين يستخدمونها للتقصي عن موظفين محتملين، أو للتحقق مما إذا كان المرشحون لديهم شخصيّات رقمية، وعن طبيعة تلك الشخصيّات، وما إذا كان هناك أسباب تقتضي عدم توظيف شخص للعمل.

    وقد تساعد بعض وسائل التواصل في تأمين وظائف مستقبلًا، مثل وسائل التواصل التي تعرض ملفات نماذج الأعمال portfolios، ومثل استخدام LinkedIn أو ما يشبهه (وهو بحد ذاته منصة للتواصل الاجتماعي)، ومثل وسائل التواصل الاجتماعي التي تعطي الانطباع بأن صاحبها محترف.

    وقد تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى عكس ذلك أيضًا.

    ومن أمثلة هذا:

    • نشر صور عامة غير لائقة
    • الكلام بشكل سيء عن الموظفين السابقين أو المؤسسات الأكاديمية
    • وجود أدلة على الكذب

    هذه هي الأشياء التي يمكن للمعلمين أن يشرحوها لطلابهم، مع كونهم قدوات حسنة، ومساعدتهم بتطويع وسائل التواصل الاجتماعي بما يخدم حياتهم المهنية.

    وتبقى وسائل التواصل الاجتماعي أدوات في نهاية المطاف؛ ومن الأهمية بمكان معرفة كيفية استخدامها. وهي الآن تشبه في جِدّتها ما كانت عليه الحواسب بالنسبة للمدارس؛ فعلى غرار الحواسيب، من المهم أن نفهم كيف نستخدمها، ومتى نستخدمها، ومتى لا نفعل.