في العالم الرقمي المعاصر الذي يشهد ترابطاً شديداً، أصبح من السهل والمغري أن نشارك الآخرين تفاصيل حياتنا، إلا أن مخاطر المبالغة في مشاركتها وانتهاكات الخصوصية تُعد مخاطر جسيمة، وبالتالي فإنه من الضروري أن نفهم أهمية الحفاظ على مستوى معقول من الخصوصية الرقمية، وأن نختار ما نشاركه مع الجمهور العالمي للمستخدمين الرقميين بوعي وحكمة، لنتعرف على المزيد حول الخصوصية الرقمية وأهميتها:

الكثير منا قد لا يفكرون ملياً عندما يتعلق الأمر بالخصوصية الرقمية، فجميع الاحتمالات مفتوحة في العالم الرقمي المعاصر الذي يشهد ترابطاً شديداً، لذلك من الضروري أن نكون حذرين بخصوص إعدادات الخصوصية وما نختار مشاركته عن قصد.

لماذا تُعتبر مهمة؟

إذا لم نكن حذرين بشأن ما نشاركه، فقد نعرض أنفسنا عن غير قصد لضرر خطير عند استخدام الإنترنت مثل المطاردة الإلكترونية، والاستدراج الإلكتروني، والتصيد الاحتيالي، والبريد المزعج، والاحتيال، والمضايقة، وسرقة/انتحال الهوية، وغيرها من الأضرار الخطيرة.

  • ينطبق هذا الأمر بشكل خاص إذا شاركنا معلوماتنا الشخصية. فما هي المعلومات الشخصية؟
    • المعلومات الشخصية هي أي معلومات أو مجموعة من المعلومات التي تسمح بتحديد هوية الشخص
    • يتم استخدام المعلومات الشخصية من قبل العديد من الشركات والمؤسسات من أجل التواصل المشروع ويتم نقلها من قبل الشركة
    • إلا أن الأمر ليس كذلك دائماً ويمكن إساءة استخدام بعض المعلومات الشخصية من قبل المجرمين أو استخدامها بشكل غير مناسب من قبل المسوقين أو جهات الاتصال على وسائل التواصل الاجتماعي
    • تتضمن المعلومات الشخصية الاسم الكامل والعنوان وكلمات المرور وأرقام الهواتف وتاريخ الميلاد واسم المدرسة واسم مكان العمل والخطط المستقبلية ومعلومات الحساب البنكي، إلخ
    • تُعتبر المعلومات الشخصية صيداً ثميناً للمجرمين الإلكترونيين؛ حيث يمكن لهؤلاء المجرمين تجميع المعلومات الشخصية لسرقة هوية الفرد أو الوصول إلى معلومات حسابه البنكي أو استخدام بطاقات الائتمان أو حتى الحصول على قروض باسم الهوية المسروقة
    • بالإضافة إلى الاستخدام غير المناسب أو غير القانوني للمعلومات، فإن الكشف عن المعلومات الشخصية عبر الإنترنت يمكن أن يضرّ بالسمعة الرقمية للمستخدم
       
  • تُعتبر المبالغة في مشاركة المعلومات تهديداً رئيسياً للخصوصية الرقمية، فما هي المبالغة في مشاركة المعلومات؟
    • قد تعني المبالغة في مشاركة المعلومات إعطاء تفاصيل شخصية أو عامة عن نفسك أو الآخرين
    • تعتبر المبالغة في مشاركة المعلومات شائعة بشكل خاص بين الأطفال والمراهقين حيث أنهم يشعرون بارتياح أكبر إزاء التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت (العالم الحقيقي مقابل العالم الافتراضي)، ومع ذلك، يمكن للبالغين أيضاً، وليس الأطفال والمراهقين فقط، أن يبالغوا في مشاركة المعلومات
    • يمكن لهذا المستوى الإضافي من الراحة أن يسمح بالمبالغة في مشاركة المعلومات الشخصية (الصور، معلومات عن روتين الحياة اليومية، الحياة الأسرية، إلخ)
    • إن المبالغة في مشاركة المعلومات تُعرض المستخدمين بسهولة لخطر أن يصبحوا ضحايا للتنمر الإلكتروني أو الاستدراج الإلكتروني
       
  • يجب أن نكون متيقظين ومدركين لمقدار المعلومات التي نشاركها عبر الإنترنت مع الجمهور العالمي للمواطنين الرقميين:
    • فقط تخيل هذا السيناريو: قام المستخدم X بمشاركة منشور ما بتهوُّر، وهذا المنشور أثار أعصاب المستخدم Y الذي لا تربطه أي صلة بالمستخدم X. فقط تخيل أن هذا المنشور المتهوِّر الذي نشره X استثار غضب المستخدم Y بشدة لدرجة أنه قرر إيذاء X بسرقة هويته؛ فاخترق حسابه وسرق هويته الشخصية ومعلوماته البنكية. ربما يعاني Y من حالة نفسية أو عقلية خطيرة لا يعلم X بأمرها، ما يجعل خطة Y لإيذائه هوساً يتملّكه.
  • هذا مجرد مثال واحد للضرر الذي يمكن أن يحدث، في الواقع، يُعتقد أن سلامتنا وأمننا الشخصي يرتبطان ارتباطاً مباشراً بخصوصيتنا الرقمية في هذا العالم الرقمي

من السهل أن نفترض أن "هذا لن يحدث لنا أبداً"، ولكن حتى الشركات المعروفة وقعت ضحية للقرصنة والاحتيال. ما هي الخطوات التي يمكن أن نتخذها بشكل استباقي لحماية معلوماتنا الشخصية وخصوصيتنا من الانتهاك؟

 


التوعية

  • رفع مستوى الوعي حول مكان وكيفية توفر المعلومات الشخصية على الإنترنت
  • تذكر أنه يمكن لأي شخص تقريباً الوصول إلى المعلومات الشخصية، بما في ذلك المجرمين
  • التأكد من تصفُّح الشروط والأحكام على الأقل قبل الموافقة على الخدمات والمنصات الإلكترونية، فعادةً ما تطلب هذه الخدمات ضمن شروطها من المستخدمين تقديم بعض المعلومات الشخصية ليتمكنوا من استخدام هذه الخدمة
  • قبل تقديم المعلومات الشخصية، من المهم أن تكون مسيطراً على الموقف، فكّر بما يمكن عمله بالمعلومات الشخصية وقيّم ما إذا كان الأمر يستحق التعرض للخطر
  • اعرف المعلومات الشخصية التي تفصح عنها وأين أفصحت عنها، كما أنه من المفيد أن تحتفظ بسجل لذلك
  • اعرف العلامات التي تشير إلى انتهاك الخصوصية:
    • على سبيل المثال، إذا تمت سرقة معلومات بطاقة الائتمان، فستتمثل هذه العلامات بنفقات لم يسددها حامل البطاقة؛ وفي حالة سرقة عنوان بريد إلكتروني، قد تتضمن العلامات كمية أكبر من البريد المزعج


المعلومات المالية

  • الإفصاح عن المعلومات المالية على مواقع إلكترونية آمنة فقط
  • إذا كنت متشككاً بشأن شرعية الموقع الإلكتروني، فاتصل بالمنظمة أو المؤسسة التي يدعي الموقع أنه يمثلها
  • لن تقوم المؤسسات البنكية مطلقاً بإرسال بريد إلكتروني للأفراد تطلب فيه اسم المستخدم أو كلمة المرور الخاصة بهم
  • التحقق من البيانات البنكية بانتظام للكشف عن أي عملية سرقة هوية محتملة في وقت مبكر

من السهل أن نفترض أن "هذا لن يحدث لنا أبداً"، ولكن حتى الشركات المعروفة وقعت ضحية للقرصنة والاحتيال، ما هي الخطوات التي يمكن أن نتخذها بشكل استباقي لحماية معلوماتنا الشخصية وخصوصيتنا من الانتهاك؟


احتياطات حماية الخصوصية

  • التحقق من إعدادات الخصوصية الافتراضية على التطبيقات والمواقع المستخدمة وضبطها حسب التفضيل، وتذكر أنه كلما قل مقدار المعلومات التي تكشف عنها، كان ذلك أفضل
  • تأكد من استخدام كلمات مرور قوية على جميع الأجهزة الرقمية المستخدمة، ولا تشارك مطلقاً كلمات المرور مع أي شخص وقم بتغييرها بانتظام، وتجنب استخدام نفس كلمة المرور لحسابات متعددة.
  • احتفظ بعنوان بريد إلكتروني أساسي خاص لأغراض العمل عبر الإنترنت والتواصل مع أشخاص موثوق بهم من "الحياة الحقيقية«، وقم بإنشاء عنوان بريد إلكتروني ثانوي آخر لاستخدامه في التسوق الإلكتروني وتلقّي النشرات الإخبارية وغيرها من الأنشطة التي قد تنطوي على التعامل مع غرباء:
    • تجنب الاشتراك في القوائم البريدية والتسويقية، أو استخدم البريد الإلكتروني الثانوي لهذه الأغراض
  • يمكنك تعطيل أو تقييد خدمات مشاركة الموقع لتقتصر على الأصدقاء المقربين وعند الضرورة، كما في تطبيقات النقل أو التوصيل، حيث تكون خدمات تحديد الموقع مفعّلة بشكل افتراضي على معظم مواقع التواصل الاجتماعي، مما يسمح للمستخدمين بتتبع مواقع بعضهم البعض
  • قم  بتثبيت برنامج مضاد للفيروسات وتشغيل عمليات المسح على الأجهزة الرقمية (الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، إلخ)
  • قم بتحديث الهواتف الذكية باستمرار من خلال تثبيت تحديثات نظام التشغيل بانتظام لتعزيز الحماية
  • حاول دائماً استخدام صورة غير واضحة أو صورة مستعارة كصورة للملف الشخصي. وتجنب استخدام الصور الشخصية التي تسهّل التعرف على المستخدم
  • اجعل اتصالاتك وقائمة الأصدقاء/المتابعين مقتصرة على الأصدقاء وأفراد العائلة الموثوق بهم فقط، كما يُنصح بتجنب قبول طلبات "الصداقة" من الغرباء الذين ليسوا أصدقاءك في الحياة الحقيقية، توخى الحذر مع المستخدمين عبر الإنترنت لأنه من السهل أن يتظاهر الشخص بأنه شخص آخر، وقم بتصفية قائمة المتابعين بانتظام للتأكد من أنهم جميعاً جهات اتصال موثوق بها
  • لا تستخدم كاميرا الويب إلا مع أفراد العائلة والأصدقاء الموثوق بهم، وليس مع الغرباء أبداً
  • تجنب استخدام شبكات الواي فاي العامة، لا سيما من مصادر غير معروفة، حيث يزداد خطر انتهاك الخصوصية
  • تجنب المبالغة في مشاركة وكشف التفاصيل الشخصية (اسمك الكامل وعنوانك ورقم هاتفك وكلمات المرور وتاريخ ميلادك ومعلوماتك البنكية)، فهناك بعض الجوانب من حياتنا التي يُفضل إطلاع الآخرين عليها بشكل شخصي وليس عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • وأخيراً، قم بحماية بصمتك الرقمية وسمعتك على الإنترنت، فعليك أن تفكّر ملياً قبل أن تقوم بالنشر أو الدردشة أو التحميل أو التنزيل:
    • إذا لم يكن لدينا شيء لطيف لنقوله، فربما لا ينبغي لنا أن نقول أي شيء على الإطلاق
    • يجب أن نسأل أنفسنا عما إذا كان من المقبول أن ترى أمهاتنا أو أفراد الأسرة الآخرين ما نحمّله قبل نشره، إذا كانت الإجابة "لا"، فربما لا ينبغي أن ننشره على الإطلاق

كيف يمكننا التعامل مع المواقف التي تُنتهك فيها خصوصيتنا؟


 

في حال كان هناك اشتباه بأنه قد تم انتهاك خصوصيتنا (على سبيل المثال، تم اختراق بيانات أحد المتاجر الكبرى التي نقصدها للتسوق باستمرار من قبل قراصنة، أو ببساطة لاحظنا نشاطاً مشبوهاً في حسابنا البنكي)، يجب علينا القيام بما يلي فوراً:

  1. محاولة تحديد ما سُرق أو خُرق للتصرف وفقاً لذلك (هل هي كلمة مرور لعنوان البريد الإلكتروني أو معلومات الحساب البنكي أو الهوية؟)
  2. التواصل مع البنك/المؤسسات المالية وإبلاغهم بالحادث لحجب الحساب
  3. تغيير كلمات المرور
  4. إخطار المواقع الإلكترونية ذات الصلة
  5. إبلاغ السلطات المحلية/ تسجيل شكوى عبر خدمة الجرائم الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة، هناك تبعات قانونية خطيرة وغرامات مترتبة على الجرائم الإلكترونية وانتهاكات الخصوصية في الإمارات العربية المتحدة وحول العالم، وتفرض دولة الإمارات قوانين واضحة وعقوبات صارمة ضد انتهاكات الخصوصية، يمكنك الرجوع إلى صفحة المواد القانونية لمعرفة المزيد حول القوانين واللوائح المتعلقة بالأمان الرقمي.